في اي موسم - فصل - ماتت الديناصورات


اكتشاف موسم موت الديناصورات 


حقق باحثون من جامعة فلوريدا أتلانتيك (FAU) في الولايات المتحدة الأمريكية، بقيادة فريق دَوْليّ من علماء الجيولوجيا، "إنجازا استثنائيا" ألا وهو تحديد موسم موت الديناصورات في نصف الكرة الشمالي. هذا ما نُشر في مقالة مفتوحة في مجلة Scientific Reports. وقد قدمت جامعة FAU بيان صحفي يعطي بعض التفسيرات، التي قدمها روبرت ديبالما، المؤلف الرئيس للمقال. 


which-season-dinosaur-died
which-season-dinosaur-died

أسباب الأزمة البيولوجية قبل 66 سنة


لا شك أن السبب الرئيس لاختفاء الديناصورات يعود إلى سقوط جِرْم سماوي صغير على نهر يوكاتان، التاريخ بالضبط لا يزال غير واضح، نعرف فقط أنه حدث منذ "حوالي" 66 مليون سنة، قد تعتقد أن الأمر نفسه ينطبق على تحديد موسم - فصل - موت الديناصورات؛ لكن ليس هذا هو الحال!

لقد مر ما يقارب 40 عامًا منذ أن بدأ "والتر ألفاريز"(جيولوجي شاب تخرج حديثًا من جامعة بيركلي)، ثورة في علوم الأرض باكتشافه طبقة طينية داكنة غريبة أول مرة، وملاحظته لاختفاء مفاجئ للعوالق البحرية، وبالتحديد في نهاية العصر الطباشيري وبداية العصر الثالث، خلال هذه المدّة لم تختفي الزواحف البحرية الكبيرة مثل الأمونيت والبليمنيت، بل حتى الديناصورات أيضا.

وانضم "والتر" إلى والده الفيزيائي "لويس ألفاريز" الحائز على جائزة نوبل، والكيميائيين "فرانك أسارو وهيلين ميشيل"، كلهم من جامعة "كاليفورنيا؛ بيركلي" حيث شرعوا في جعل الطبقة تتحدث عن نفسها من طريق تأريخها وتحليلها بدقة، واكتشفوا أن هذه الطبقة تحتوي على كمية عالية بشكل غير طبيعي من عنصر نادر على سطح الأرض"الإيريديوم".من ناحية أخرى تبيّن أن الايريديوم وفير جدًا في المذنبات والكويكبات، ولهذا السبب اقترح "والتر ألفاريز" أن الأزمة البيولوجية التي حدثت قبل 66 مليون سنة (أزمة العصر الطباشيري-الثالث الشهير (أو KTمن Kreide-Tertiär بالالمانية، كان بسبب سقوط جرم سماوي صغير على الأرض غَير المناخ -التعرض لاشعة الشمس-، فأدى إلى انهيار السلسلة الغذائية.

وقد تم التحقق من هذه الأطروحة على نطاق واسع. ويَعتقد أيضا أن براكين الهضاب البازلتية (ترابس) من ديكان في منطقة غرب الهند قد أدّت دورها أيضا. ما مؤكد أنه تم العثور على حفرة ارتطام كبيرة -مرتبطة بدقة- بترسب طبقة الطين الأسود. انه l'astroblème de Chicxulub فوهة تشيكشولوب.

منذ ما يقارب 40 عاما، اكتشف العلماء طبقة من الإيريديوم تنتشر على كوكبنا، وهو دليل على وجود تأثير كوني على سطح الأرض وكشفوا أدلة عن انقراض جماعي قبل 66 مليون سنة. سيلفان بولي أستاذ وباحث في مختبر علوم الأرض في باريس-جنوب بجامعة باريس-ساكلاي. فك رموز حول أسطح الكواكب من أجل إعادة بناء تاريخ نظامنا الشمسي. © مهرجان فلورانس لعلم الفلك.

التوقيت الموسمي لتأثير تشيكشولوب.


يذكرنا عالم الحفريات والجيولوجي "روبرت ديبالما" أن "الوقت من العام يؤدّي دورًا مهمًا في العديد من الوظائف البيولوجية مثل التكاثر، استراتيجيات التغذية، تفاعلات الطفيليات المضيفة، طور السكون الموسمي وأنماط التكاثر". لذلك فليس من المستغرب أن يلعب الوقت من العام الذي يحدث فيه خطرٌ عالمي دورًا مهمًا في التاثير على الحياة. أجلْ وهكذا كان التوقيت الموسمي لتأثير تشيكسكلوب سؤالًا تعدّ إجابته حاسمة لتاريخ انقراض العصر الطباشيري المتأخر، حتى الآن فالجواب على هذا السؤال ظل غير واضح.

ودرس روبرت وزملاؤه موقع "تانيس" في داكوتا الشِّمالية الحالية. قبل ست وستين مليون سنة؛ كان تانيس على حافَة حوض يتجه من الجَنُوب إلى الشمال، خلف بحر "نيوبراران" الشهير المعروف أيضا باسم الطريق البحري الداخلي الغربي، وهو مُمَثِّل لتشكيل هيل كريك الحالي، يتكون من مجموعة متنوعة من الرواسب (الحجر الرملي الطيني والحجر الطيني) في بيئة من المياه العذبة أو المالحة المرتبطة بالجداول المائية والضفاف.

الساعات الموسمية المجمدة


ما أظهره روبرت وزملاؤه، قبل بضع سنوات، هو أن طبقة رسوبية سمكها متر ونصف تم إيجادها في مجرى نهر في هذا الموقع. تحتوي هذه الطبقة على العديد من أسماك المياه العذبة المكدسة بعضَها فوق بعض ولكنها مختلطة مع الأمونيت والكائنات البحرية الدقيقة تسمى "dinoflagellates السوطيات الدوارة / دينوفلاجيلات" مع كميات معتبرة من "tektites"الصخور الزجاجية أو النيزكية. هذه القطيرات الصخرية منصهرة في قشرة الأرض، ومن المعروف أنه يتم إنتاج "tektites" من تأثير جسم سماوي كبير. أخيرًا، يتزامن تأريخ الطبقة الطينية (المحتوية على الإيريديوم فوق تلك التي توجد فيها هذه المقبرة الحقيقية) بالضبط مع تأريخ تأثير تشيككسولوب. من الواضح أن هذه اللقطة هي وقت موت هذه الكائنات الحية، وهو وقت تسونامي الناجم عن اصطدام الكويكب مما أدى إلى ارتفاع مستوى بحر نيوبراران الداخلي ومستوى النهر أيضًا، طبعا هذا ما يفسر المزيج الغريب من أسماك المياه العذبة مع الكائنات البحرية.

وقد أثبتت دراسة لمجموعات الأسماك الأحفورية المحفوظة جيدًا أنها مثيرة للاهتمام. تشبه إلى حد ما حلَقات الأشجار، وتكون هياكل النمو في عظام بعض الأسماك حساسة لموسم السنة. وبناءًا على خصائص الأسماك الحديثة، نستطيع معرفة في أي موسم ولدت ومعدل نموها، وعلى هذه معرفة الحجم الذي تصل إليه خلال موسم معين. في كلتا الحالتين؛ يؤدي الموت المفاجئ للأسماك إلى تجميد الوقت أو اللحظة بطريقة تسمح لنا بتحديد موسم موتها.

إذن فان تأثير تشيكسيلوب يبدو اليوم -مع طريقتين للتأريخ شبه مستقلتين، ومتوافقتين بشكل خاص-وصل في الوقت الذي كان نصف الكرة الشمالي سيمر من الربيع إلى الصيف. 

هنا فيديوهين يمكن ان تفهم بهما اكثر للموضوع 

 
اكتشاف مذهل يقدم  لمحة عن دقائق بعد تأثير Chicxulub "القاتل للديناصورات"


 تعديل

سليمة معلاوي 

شكرا لقراءتكم المقال ... إن أعجبك المقال  لا تنس المشاركة مع الآخرين و متابعة صفحاتنا على وسائل التواصل الاجتماعي.

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -