السبيل إلى التخلص من هذا الاضطراب
اللجوء إلى استهلاك الوجبات والأطعمة هو سلوك شائع نسبيا، إذ يعد الكثير من الأشخاص هذا التصرف سبيلهم للخروج من دائرة القلق والتوتر، لذا إذا كنت من هؤلاء الأشخاص فلست الوحيد. |
| Anxiety-About-Food-Causes-Symptoms-Treatments |
فهم الطعام والعواطف
الغذاء ضروري للبقاء ويخدم أغراض اجتماعية وثقافية مهمة. يمكن أن يكون الأكل مصدرًا للراحة والمتعة والذكريات الإيجابية. كثير من الناس يأكلون استجابة لمشاعر معينة، مرة واحدة على الأقل كل فترة، وهو ليس محفوف بالخطر بطبيعته. مع ذلك، قد يعاني بعض الأشخاص من الأكل العاطفي الذي يشعرهم بأنه قهري، أو يعطل حياتهم، أو يشعرون أنه استراتيجيتهم الوحيدة للتعامل مع المشاعر الصعبة.ما هو اضطراب الأكل تحت تأثير القلق!
الأكل تحت تأثير القلق هو عندما يلجأ الشخص إلى الطعام للتحكم في قلقه أو توتره. هو شعور المصاب به أن سبيله الوحيد لتحسين مزاجه ورفع معنوياته هو الأكل. يمكن أن يظهر هذا بطريقتين مختلفتين: إما الإفراط في الأكل أو النقص في الأكل. الإفراط في تناول الطعام هو الشكل الأكثر شيوعًا للقلق، ولكن كلاهما يمكن أن يكون له عواقب وخيمة مثل زيادة الوزن وسوء التغذية وحتى فقدان الشهية أو الشره المرضي.غالبًا ما يبدأ كوسيلة لتهدئة النفس في الأوقات الصعبة. على سبيل المثال، إذا كنت تمر بمرحلة انفصال أو فقدان الوظيفة، يمكنك اللجوء إلى الأطعمة المريحة المفضلة لديك لتشعر بتحسن. ومع ذلك، فإن ما يبدأ كآلية تأقلم عرضية يمكن أن يتحول بسرعة إلى عادة غير صحية.
يجدر الإشارة إلى أن هذا الاضطراب لا علاقة له بالجوع الناتج عن الحاجة الجسدية. إنما يتعلق بما يختلج المرء من انعدام الرضى العاطفي أو برغبته في التعامل مع بعض الحالات غير المريحة ليشعر بتحسن نفسيته. هذه الراحة المكتسبة تسجل استجابة مؤقتة لمتطلبات نفسية أو عاطفية.
أسباب اضطراب الأكل تحت تأثير القلق
التعديل العاطفي
إذا كنت تتساءل عن سبب رغبتك في تناول الطعام عند شعورك بالقلق والتوتر فإليك التفسير: الشعور بالقلق يحفز الغدة الكظرية على إفراز هرمون الكورتيزول المسؤول عن زيادة الشهية والرغبة الشديدة في تناول الأطعمة بأصنافها: الدهنية والمالحة والحلوة. بهذا الافراز يستعد الجسم للمواقف أو المشاعر المؤلمة أو المحتملة، بالتالي العقل يصدر أوامر للجسم ليبادر إلى تناول الطعام تحسبا لما قد يؤذي نفسيته من خلال اشباع رغبته. و هو ما يسبب تراجع مستويات القلق واعتدال مستويات الكورتيزول وعلى هذا التخلص من الرغبة غير الطبيعية في الأكل.الاستمرار على هذا المنوال يخلق رابطة وثيقة بين العواطف و سلوكيات الأكل، التي تصبح لاحقا جزءا من اللاوعي و هو ما يجعل منه مهربا للمصابين من واقعهم.
المقايضة
الشعور بالقلق أمر لا يطاق وبالمقابل تناول الطعام قد يمثل استجابة مهدئة للمصابين باضطراب الأكل. لذلك، فإنهم وبالرغم من شعورهم بتأنيب الضمير والذنب بسبب الانقياد لنوبات الأكل لكنهم سرعان ما يرضون باعتبار انهم يقايضون مشاعر القلق بمشاعر جيدة.طرق للتعامل مع اضطراب الأكل
التعامل مع القلق والتوتر والخوف هو شعور صعب يدفع الناس للتخلص منه أو التقليل من شدته على الأقل بأي طريقة كانت بما في ذلك تناول الطعام في غياب الجوع. لتجاوز ذلك يجدر بالمرء أن يكون على دراية بمختلف الآليات التي يختص بها جسمه ولا سيما المتعلقة بنظام الأكل لأنها تمثل مخرجا بديلا للتعامل مع القلق أو التوتر.طرق أخرى للتعامل مع مشاعرك
يمكن الاعتماد على بعض الاستراتيجيات لإدارة القلق والابتعاد عن الأكل:
- الاستماع إلى التأمل الموجه
- قراءة فصل من كتاب او التمتع بالألعاب الذهنية
- الذهاب في نزهة قصيرة
- ممارسة التنفس لبضع دقائق
- ابق نفسك منشغلا بأحد الهوايات التي تحبها
- تدوين المشاعر
- الاتصال بصديق أو أحد أفراد الأسرة
بدائل مقترحة :
1- التأكد من الأكل المنتظم والملائم
تناول ما يكفي من الطعام بمختلف أصنافه تلبية لاحتياجات جسمك يساعد في التقليل من اضطراب الأكل. حيث إن الحرمان من بعض الأطعمة أو تقييد النظام الغذائي قد يؤدي إلى التأثير السلبي على مستويات القلق عمومًا أو زيادة احتمالية تناولها بشكل قهري في أوقات القلق والتوتر.2- احصل على الدعم
غالبا ما يعاني اضطراب الأكل الأشخاص الذين يفتقرون للدعم النفسي من محيطهم الخارجي. لذا وجب عليهم تقوية رابطة الثقة بالعائلة والأصدقاء في حال عدم القدرة على ذلك يُقترح الانضمام إلى مجموعات الدعم التي تتيح فرصة التعبير عن المشاعر بكل حرية دون أحكام.
يمكن أن تساعد العلاجات السلوكية -مثل العلاج السلوكي المعرفي والعلاج السلوكي الجدلي على فهم سبب اللجوء إلى الطعام في أوقات الإجهاد العاطفي، واكتساب مهارات التأقلم الصحية. كما تساهم في معرفة سبب الشعور بالقلق الشديد بشكل أفضل، وما الذي يمكن فعله لتقليل مستويات التوتر. قد يساعد العلاج أيضًا على اكتشاف ما إذا كانت هناك مشكلة أساسية أكثر خطورة. على سبيل المثال، أظهرت الدراسات أن أولئك الذين يعانون اضطراب الشراهة في الأكل هم أكثر عرضة للإصابة بأعراض القلق عند مقارنتها بعامة الناس.
3- كن نشيطا
التمارين الرياضية هي الأخرى يمكن أن تكون آلية من آليات التخلص من القلق والتوتر. فممارسة العدو أو السباحة أو ممارسة رياضة كمال الأجسام في الصالات الرياضية هي المسؤولة عن إفراز الاندروفين. تعد هذه الأخيرة ناقلات عصبية ترتبط بمستقبلات الأفيون في الدماغ ما يزيد من الشعور بالسعادة ويهدئ الأعصاب.4- تعلم من النكسات
المصاب بهذا الاضطراب عليه أن يستفيد من تجاربه السابقة وأن يتعلم استخدام مهارات واليات جديدة تمكنه من التعامل مع المواقف بشكل تطوري دون أن يضغط على نفسه.متى تصبح المساعدة الخارجية ضرورة
إذا تمت تجربة كل خيارات المساعدة الذاتية-الحلول المذكورة انفا-لكنها لم تجدي نفعا فيكون الوقت قد حان لطلب المساعدة الاحترافية.يمكن أن تساعد العلاجات السلوكية -مثل العلاج السلوكي المعرفي والعلاج السلوكي الجدلي على فهم سبب اللجوء إلى الطعام في أوقات الإجهاد العاطفي، واكتساب مهارات التأقلم الصحية. كما تساهم في معرفة سبب الشعور بالقلق الشديد بشكل أفضل، وما الذي يمكن فعله لتقليل مستويات التوتر. قد يساعد العلاج أيضًا على اكتشاف ما إذا كانت هناك مشكلة أساسية أكثر خطورة. على سبيل المثال، أظهرت الدراسات أن أولئك الذين يعانون اضطراب الشراهة في الأكل هم أكثر عرضة للإصابة بأعراض القلق عند مقارنتها بعامة الناس.